السفن الحربية في القرن التاسع عشر. في عام 1814م بنى الفنان والمخترع الأمريكي روبرت فولتن أول سفينة حربية تتحرك بالبخار، وبدأت القوات البحرية في استخدام هذا النوع من السفن تدريجياً، ولكن استمرت البحرية الملكية البريطانية وبعض القوات البحرية الأخرى تستخدم السفن الشراعية حتى منتصف القرن التاسع عشر.

تم تطوير المدافع البحرية التي ترمي القذائف المتفجرة خلافاً لقذائف المدفعية الجامدة في عشرينيات القرن التاسع عشر، فالقذائف يمكنها بسهولة إحداث الفتحات الكبيرة على جوانب السفن الخشبية، وكذلك بدأت القوات البحرية في بناء المراكب الحديدية والسفن المدرعة. ُصنعت هياكل هذه السفن من الحديد، أو الخشب المغطى بأنواع سميكة من الحديد، الأمر الذي جعل تحملها للهجوم أحسن من السفن الخشبية. وقد نشبت أول معركة بين هذه الأنواع الجديدة من السفن الحربية عام 1862م أثناء الحرب الأهلية الأمريكية. حيث حاربت سفينة الشمال الحديدية المونيتر سفينة الجنوب المدرعة مريماك (سميت فرجينيا بعد ذلك) في هامبتن رودس، بفرجينيا ولم تنتصر أي منهما، ولكن المعركة كانت بداية لعصر السفن المعدنية. وقد كانت أيضاً أولى المعارك بين السفن التي تعمل بالبخار فقط. تم اختراع أبراج المدفع الدائرة في منتصف القرن التاسع عشر، ولقد كانت السفينة المونيتر من أوائل السفن التي استخدمتها. مكنت الأبراج المدافع من الدوران في الاتجاهات المختلفة، وأنهت بالتالي الحاجة للمناورات المكثفة التي تقوم بها السفن الحربية. وأصبحت المدافع الكبيرة هي التسليح النموذجى في المراكب القتالية، كما تحسن مدى المدافع البحرية ودقتهاكثيراً.