سورة هود من سور القرآن الكريم المكية. ترتيبها في المصحف الشريف الحادية عشرة. عدد آياتها ثلاث وعشرون ومائة آية.تُعنَى هذه السورة الكريمة بأصول العقيدة الإسلامية: التوحيد، والرسالة، والبعث والجزاء. وقد عرضت لقصص الأنبياء بالتفصيل تسلية للنبي عليه الصلاة والسلام على ما يلقاه من أذى المشركين لاسيما بعد الفترة العصيبة التي مرت به بعد وفاة عمه أبي طالب، وزوجه خديجة.
ابتدأت السورة بتمجيد القرآن العظيم الذي أحكمت آياته فلا يتطرق إليه خلل ولا تناقض، ثم عرضت لعناصر الدعوة الإسلامية، عن طريق الحجج العقلية، مع الموازنة بين الفريقين: فريق الهدى، وفريق الضلال، وضربت مثلاً للفريقين ﴿مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلاً أفلا تذكّرون﴾ هود: 24. ثم تحدثت عن الرسل الكرام مبتدئة بقصة نوح عليه السلام، ثم ذكرت قصة هود عليه السلام فقد أرسله الله تعالى إلى قوم عاد العتاة المتجبرين، وقد أسهبت الآيات في الحديث عنهم بقصد العظة والعبرة للمتكبرين المتجبرين. ثم تلتها قصة نبي الله (صالح) ثم قصة (لوط) ثم قصة (شعيب) ثم قصة (موسى وهارون) صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ثم أعقب القصص ما جاء من عبر وعظات. وختمت السورة ببيان الحكمة من ذكر قصص المرسلين ﴿وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين﴾ هود: 120. وهكذا تختم السورة بالتوحيد كما بدأت به ليتناسق البدء مع الختام.