ارسلت تهئنة إلي البعض بمناسبة اقتراب شهر رمضان ، وكانت التهنئة بعنوان " رمضان كريم "
وجاءتنى بعض الردود على هذه التهنئة بتصويب العبارة من " رمضان كريم " إلـــــــــــــــــــــــــــي " رمضان مبارك "
حاولت اعرف السر
فوجدت عبر صفحات النت بموضوعات متشابهة تحذر من استخدام لفظ " رمضان كريم " لانها عبارة غير صحيحة ، وان العبارة الصحيحة ان نقول " رمضان مبارك "
واستند المحذرون من التلفظ بصيغة " رمضان كريم " إلي فتوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ردا على السؤال التالى : حينما يقع الصائم في معصية من المعاصي ويُنهى عنها يقول : « رمضان كريم » فما حكم هذه الكلمة ؟ وما حكم هذا التصرف ؟
وجاء رد فضيلته كالاتى (حكم ذلك أن هذه الكلمة « رمضان كريم » غير صحيحة ، وإنما يقال : « رمضان مبارك » وما أشبه ذلك ، لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريماً ، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل ، وجعله شهراً فاضلاً ، ووقتاً لأداء ركن من أركان الإسلام 0000 الخ )
ومع احترامى وتقدير الشديد لفضيلة الشيخ ابن العثيمين رحمه الله ، الا أنني شخصيا لا ارى أي مانع من وصف شهر رمضان بالكرم ، وذلك للاتى :
اولا : ليس صحيحا ان عامة الناس تفهم ان هذا الشهر هو الذي يعطى أو يمنح أو يهب الناس مالا أو رزقا أو نفعا أو ضرا ، وانما العامة تعرف تماما ان الذي يملك الاعطاء والمنح والهبة والارزاق والنفع والضرر هو الله تعالى IMG
ثانيا : الكريم لغة قد يطلق على الجواد الكثير النفع وقد يطلق من كل شيء على أحسنه ، كما قيل ان الكريم صفة ما يرضى ويحمد في بابه ، فيقال رزق كريم : أي كثير ، وقول كريم : أي سهل ليّن ، ووجه كريم : أي مرضٍ في حسنهِ وجمالهِ ، وكتاب كريم : أي مرضٍ في معانيهِ وجزالة ألفاظهِ وفوائدهِ ، ونبات كريم : أي مرضٍ في ما يتعلق بهِ من المنافع ( راجع لسان العرب )
ثالثا : المقصود من العبارة ان الناس في هذا الشهر يستابقون الى فعل الخيرات ، ويكثرون من الصدقات ، واقامة موائد الافطار ابتغاء وجه الله ، وهنا يتبارى الناس فى الجود والكرم IMG
رابعا : جاء في التنزيل العزيز
(1) { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } الإسراء 23
وقد جاء في تفسير الجلالين ( وقل لهما قولا كريما ) أي : جميلا لينا
(2) { فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ } المؤمنون 116
وقد جاء في تفسير الجلالين ( العرش الكريم ) أي : الكرسي الحسن
(3) { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } الشعراء 7
وقد جاء في تفسير الجلالين ( من كل زوج كريم) أي : نوع حسن
(4) { وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } الشعراء 58
وقد جاء في تفسير الجلالين ( ومقام كريم ) أي : مجلس حسن للأمراء والوزراء يحفه أتباعهم
(5) { قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ } النمل 29
وقد جاء في تفسير الجلالين ( ألقي إلي كتاب كريم ) أي : مختوم
(6) { لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ } الواقعة 44
وقد جاء في تفسير الجلالين ( ولا كريم ) أي : حسن المنظر
(7) { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } الواقعة 77
وقد جاء في التفسير الميسر : إن هذا القرآن الذي نزل على محمد لقرآن عظيم المنافع , كثير الخير , غزير العلم IMG
خامسا : يستفاد مما جاء بالبند " رابعا " ان لفظ الكريم قد تكون بمعنى الحسن والجمال وكثرة المنافع والخيرات IMG
سادسا : لا يوجد أي دليل في القران الكريم أو السنة النبوية ــ حسب علمى ــ يقول ان كلمة " رمضان كريم " بمعنى انه شهر جميل وعظيم وتكثر فيه اعمال الخير والمنافع ، هي كلمة غير صحيحة IMG
سابعا : بناء على ما سبق فانى اقول لكم جميعا : رمضان مبارك عليكم ، واقول أيضا : رمضان كريم