ذاك الهوى
الـبـَيـْتُ الـقـَدِيـْمُ ..
وَ تـِيـْنـَةٍ مـِنْ عـُمـْرِ الـزَّمـَانْ
حـَفـَرْنـَا فـِي لـَوْحِ جـَذْعـِهـَا
.. أقـَاصـِيـْصَ الـطـُّفـُوْلـَهْ
وَ الـسـُّـوْرُ تـَآكـَلـَتـْهُ الحـَشـَائـِشُ
.. وَ الـعـَرِيـْشـَةُ تـَضـُمـُّهُ
كـَمْ تـَبـَادَلـْنـَا خـِلالَ وُرَيـْقـَاتـِهـَا
.. نـَظـَرَاتٍ خـَجـُوْلـَهْ
وَ هـَذِي الـنـُّسـَيـْمـَاتُ العـَابـِثـَاتُ
آهٍ .. مـَا دَرَيـْنـَا حـِيـْنـَهـَا
أنَّ الـزَّمـَانَ بـِنـَا لـَعـُوْبُ
وَ أنَّ رَجـْعـَةَ الأيـَّامِ
.. لـَنـَا مـُسـْتـَحـِيـْلـَهْ
هـِيَ قـِصـَّةُ هـَوَىً ..
أخـَذَتـْهُ الـرِّيـْحُ وَ سـَافـَرَتْ
حـَمـَلـَتـْهُ الـسـُّنـُوْنـُو ..
عـَلَى جـَنـَاحِهـَا وَ بـَعـِيـْدَاً هـَاجـَرَتْ
وَ دَارَتِ الأرْضُ دَوْرَتـَهـَا
وَ دَارَتِ الأقـْدَارُ دَوْرَتـَهـَا
فـَعـَاد ذَاكَ الـطـَّيـْرُ الـمـُهـَاجِرُ
غـَسـَـلَ جـَنـَاحـَهِ ..
بـِنـَدَى الـشـَّجـَرَةِ الـعـَتـِيـْقـَهْ
نـَفـَضَ رِيـْشـَاتـِهِ ..
وَ قـَرَأ الأخـَادِيـْدَ الـعـَمـِيـْقـَهْ
ثـُمَّ أجـْهـَشَ وَ بـَكـَى ..
لـَمـَّا ذَكـَرَ ذَاكَ الهـَوَى
* * *
بقلمي