إعتذار صاخب
أعتذر منك
عندما أختلس النظرة
بل النظرات
أعتذر منك
عندما ألتف من حولك
كإلتفاف الساق بالساق
ولكني حبيس المكان
المشتعل بالنار والأنفاس
حبيس ضم ولمس الأحساس
وهذا الجسد وكأنه الخريف
وهذه العيون وكأنها الغمز
وتغار
العيون التي طالما أغمضت
وفارقتني كالسراب
وكم أنا ... متشوقاً لها
ولريقها ... ودفء نهديها
ورائحة عطرها
وعطر عنقها الممتد
كالسيقان
وجسدها الأسمر
كرمل الصحراء
الملئ بأصوات الآهات
وهمس وعطش
وصراخ اللمسات
وما أنا الا حبة رمل
في وادي عميق
بين جبلين
بعيداً عن ذلك النهر
ولم أعد أرى أفق
البحار
أجد
من فوقي السماء
ومن تحتي الأرض
وما أنا إلا بشراً
لا وحياً
ولا ملاكاً
يهزني الشوق والعناق
أحسه يناديني بليل
ذلك القابع فوق قلبها
كالجمر
ولكني بصدق
عذرت الجميع
وعذرتها
ولم أجد لنفسي عذراً
ولا حتى في الأحلام
بقلم: الفلاح الأسمر